حقوق وحريات ومجتمع مدني

صرخات إستغاثة من خلف قضبان السجون اليمنية

المستقلة خاص ليمنات

 بين قهر وظلم يقبع أكثر المساجين وراء زنازين سجون محاكم بلادنا التي أغلقت أفواههم فكتمت على صدورهم ورفضت كما يقول أكثرهم حتى مجرد السماع إليهم ولا ندري هل صحيح هذا الاتهام أم مجرد أقاويل سجناء للتنفيس عما في صدورهم لكن ما نقوله ونصمم عليه في كلتا الحالتين هو أنه إذا لم تسمع المحكمة لهؤلاء فمن سيسمعهم وما سيكون عملها…. المستقلة تواصل نقل الأنين وصرخات الإستغاثة من خلف القضبان لعل هناك من يسمع فيصغي لها ويضع حداً للصادقة منها..

> عبدالله الشاوش

ألف وخمسمائة ريال أدخلت الزول إلى السجن

عشرة 35 سنة من العيش والملح والخدمات التي قدمها في وطنه الثاني اليمن، لم تشفع للمقيم حسن الريس أحمد سوداني الجنسية لدى القضاء اليمني، ليتم زجه في السجن مقابل مبلغ تافه يقدر بألف وخمسمائة ريال لا أكثر..

يقول حسن: “سجنت بسبب (1500) ريال بقيت عندي من الإيجار، رغم أني مقيم في اليمن من قبل خمسة وثلاثين عاماً، ومستأجر في شارع هائل بمبلغ 25 ألف ريال شهرياً.. وصل ألمبلغ الذي عليّ إلى 80 ألف ريال، قمت بتجميعها وتسليمها إلى صاحب البيت وعندي سندات الاستلام، وتبقى عندي (5) ألف ريال، ثم قمت بتسديد ثلاثة الف وخمسمائة ريال، وبقي عندي 1500 ريال، فاستوعدته بتسليمها خلال يوم أو يومين لكنه رفض ورفع ضدي دعوى في محكمة غرب الأمانة والتي قامت باستدعائي، وأمر القاضي بسجني ليس لساعة أو ساعتين وإنما قال احبسوه حتى يسلم الآلف وخمسمائة ريال..

كيف أدفع يا زول الألف وخمسمائة وأنا في السجن.. أين كرم اليمنيين يا زول.. أين العيش والملح وعشرة 35 سنة، هل هؤلاء القضاة هم الذين يتحكمون بالقضاء في اليمن.. إذا كانت الإجابة بنعم فعلى الله العوض”

جمال: غريمي قال “شحبسك بزلطي”

بدلاً من إعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه كما حكمت الشريعة، يكافأ جمال عبدالله محمد بإدخاله السجن لأنه طالب بأجرته، والقضية يلخصها السجين جمال قائلاً: “مهنتي (مرنج) أدهن البيوت بالرنج، لأستر أولادي وأربيهم، اشتغلت مع تاجر اسمه، (م.ش) حيث اتفقت معه على أن أدهن محله بالرنج ليعطيني أجري اليومي، وبعدما أنجزت المهمة وانتهيت من العمل، طلبت منه أجرتي.. لكنه رفض إعطائي أي شيء مقابل عملي، بل وأنكرني حقي وقال ما فيش عنده أي شيء، ولأنه معه فلوس أراد أن يقهرني، فتواصل بالمحكمة وقدم بلاغاً ضدي وكأني أن الذي أخذت حقه وليس العكس، وعندما قابلت القاضي لم يقصر معي وضيفني أحسن ضيافة.. حيث أمر بسجني في سجن المحكمة، ولي فترة داخل السجن بسبب أنني طالبت بأجرتي..

ويواصل جمال: “جاء غريمي متبختراً لرؤيتي داخل السجن وقال لي بالحرف الواحد: سأحبسك بزلطي.. أنا معي زلط خيرات، ولا أدري أين أوديها وسأحبسك..”.. نعم ذنبي الوحيد أننا رجل بسيط معنديش لا مال ولا نفوذ، فبعد أن اجتهدت وعملت بجد كافئوني بالسجن وأكل حقي.. لكن الله موجود وسيأخذ بحقي.

زر الذهاب إلى الأعلى